الأنعام هي : الابل والبقر والغنم , عرضت هذه السورة تصورات المشركين وتقاليدهم الخاطئة في الجاهلية , فيما يتعلق بالثمار والأنعام , كانوا يقسمون ما رزقهم الله من زروع وأنعام إلى قسمين , يجعلون لله جزءا , ويجعلون لأصنامهم وأوثانهم جزءاٌ!
كانوا بعد ذلك يجورون على الجزء الذي جعلوه لله , يأخذون بعضاٌ منه , ويضمونه إلى ما قسموه لشركائهم , ولا يفعلون مثل ذلك فيما قسموه للشركاء , لقد أخطأواا أولاٌ في القسمة , لأن الله هو رب كل شئ , ثم إنهم لما قسموا هذه القسمة الفاسدة لم يحفظوها , بل جاروا فيها .
كذلك فإنهم كانوا يحجزون بعض الأنعام والزروع , فيزعمون أنها لا تطعم إلا بإذن خاص من الله! عزلوها لآلهتهم , وقالوا هذه الأنعام والثمار محرمة عليهم, لا يطعمها إلا من شاء الله , وكانوا يمنعون بعض الأنعام من الركوب , ويمنعون أن يذكر إسم الله على بعضها عند الذبح أو الركوب , أو لا يركبونها في الحج , لأن فيه ذكر الله , كانوا يقولون أن هذا كله قد أمر الله به , وهذا افتراء منهم .
استمروا في التحليل والتحريم , زاعمين أن ما يقولونه هو من شرع الله , حتى قالوا عن الأجنة في بطون بعض الأنعام , أنها للذكور منهم , فإذا ولدت الشاة ذكرا , ذبحوه , ويأكل منه الرجال دون النساء , و إذا كانت انثى تركوها , لا يذبحونها , و إذا ماتت أكلها الرجال والنساء .
ثم بعد ذلك بينت الآيات , جهل العرب قبل الاسلام, فيما كانوا حرموه من الأنعام , جعلوه أجزاءً وأنواعا ابتدعوها ,